نشر الوعي الرقمي وثقافة الإستخدام الصحيح والآمن للأدوات الرقمية ليس بأقل أهمية من وجود التكنولوجيا نفسها في رحلة الحياه.

 

الوعي الرقمي - مدونة رقمنة


في ظل الإندماج السريع للتكنولوجيا الرقمية وإزدياد قوة ترابطها وتتداخلها في كل أمورنا الحياتية، ومع كثرة إنتشار ظهور حالات الإدمان الرقمية لشبكات التواصل والألعاب الإلكترونية وغيرها من المنتجات الرقمية، والتي لها الكثير من الأثار السلبية والأضرار الصحية والنفسية علي المستخدمين، أصبحنا في حاجة ضرورية لنشر الوعي الذي يُمكننا من خلق حالة من التوازن بين الحياه الطبيعية والرقمية.
ومع ذلك، لا يمكننا نُكران أهمية وقيمة التكنولوجيا والأدوات الرقمية وإضافاتها الرائعة التي حققت الكثير من المزايا والتسهيلات والرفاهية الحياتية للمجتمعات، وعلي نطاق الأعمال فلها الكثير من الفضل في زيادة الكفاءة وتحسين الأداء والإنتاجية وغيرها الكثير من إيجابيات التكنولوجيا في تطورات الحياه والأعمال، لكن علي الجانب الأخر منها وشِقها المُظلم النابع من ضعف الوعي بها ونتائج سوء الإستخدام والتي قد تُفقد الإنسان معني الحياه.. ليست مُبالغة، فتلك حقيقة قد أظهرتها الكثير من الشواهد والأحداث، وقد حذر كثير من المتخصصين والخبراء من عواقب سوء الإستخدام علي المستوي الذاتي لمخاطرها علي الصحة والسلامة النفسية والسلامة للأفراد، وكذلك علي مستوي الآسر والمجتمعات بخطرها في توليد الإنعزال وسطحية العلاقات وصولاً للتفكك المجتمعي وفقدان روح التواصل والترابط الإنساني وبالتالي فقدان جمالية الحياه.

لذا نشر الوعي الرقمي وثقافة الإستخدام الصحيح والآمن للأدوات الرقمية ليس بأقل أهمية من وجود التكنولوجيا نفسها في رحلة الحياه.

ومن هنا، ومن منطلق المسئولية المجتمعية يتوجب علي المؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية والمؤثرين وصناع المحتوي تكثيف ونشر المزيد من المبادرات التوعوية والتثقفية للناس في مواكبة العصر الرقمي وإيجادة إستخدام أدواتة لتعزيز كيفية معايشتها والإستفادة منها والوعي بها لتفادي وتحجيم أثارها السلبية علي الفرد والمجتمع بشكل عام.

وفي هذا السياق نوصي بمجموعة من الإرشادات الداعمة لإكتساب المزيد من الوعي الرقمي وتصحيح المفاهيم حول التكنولوجيا وأدواتها بهدف تحسين جودة وسلامة الإستخدام الرقمية فيما يلي:-


• عليك تغيير مفهومك عن التكنولوجيا وعلاقتها برحلتك في الحياه، ليكن منظورك لها علي أنها ليست أكثر من مجرد أداة، وهي كذلك بالفعل، إنها أدوات يمكننا الإستعانة بها وإستخدامها في كثير من أمورنا الحياتية ومتطلبات الأعمال مع الوعي بأنها فقط مجرد أدوات مساعدة وليست كل الحياه.

• قم بتحديد أوقات وأهداف لإستخدام الشبكات والأدوات الرقمية خلال اليوم، لا تسمح لها بأن تاخذك لمزيد من الإندماج وحالة من الإنعزال بها عن الناس، فالترابط الآسري والمجتمعي هو المؤسس الأمثل والباعث لروعة وجمال الحياه الحقيقية.

• الصحة النفسية هي أهم ممتلكات الفرد في رحلة الحياه، فحاذر أن تكون فريسة لصناع الحياه الخادعة والسعادة المزيفة ومؤثراتها التي يصطنعها وينشرها بعض رواد الإنترنت فتنخدع بها وكأنها هي الحياه المفترض أن تعيش وتسعي لمثلها ومن ثَمَ لا تجدها فيصيبك الإحباط واليأس وتفتقد الرضا بمقدراتك الحياتية وبالتالي تضر بصحتك النفسية، فإحرص أن تكون واعياً بتلك المؤثرات، وعش واقعياً وإستمتع بحياتك وسلامتك النفسية.

• المواطنة الرقمية هي أن تكون بمثابة الصورة المعبرة عن ذاتك وحياتك الواقعية، لذا إحرص علي سلوكياتك ومسئولياتك في عالمك الرقمي بما يليق بمبادئك وقيمك الأخلاقية والمجتمعية، إحرص علي أن لا تُزيف شخصيتك خلف الشاشات، إحرص علي تجنب المشاركات التي تسئ لشخصك ومجتمعك، إحرص علي أن لا تكون سبباً في غرس أفكار وعادات تخالف مبادئك وقيمك الأخلاقية، كن مساهماً في بناء مجتمعات رقمية تعكس رقي و واقعية حياتك الطبيعية.

• إعتني ببناء نفسك جيداً، إهتم بإنتقاء دوائر علاقات ومعارفك ومحيطك الرقمي لما لة من تأثير بالغ علي حياتك الشخصية، ركز علي إستهلاك المحتوي الرقمي الذي يدعم ويحفز إرتقائك الشخصي والأخلاقي ورقيك الفكري والثقافي وتنمية مسارك المهني، وتجنب بكل إستطاعتك العشوائية الرقمية فهي تشوة ثقافتك ويصيبك الكثير من أثارها السلبية.

تذكر:

التكنولوجيا والإنترنت سلاح ذو حدين، على قدر النفع يوجد الضرر، لذا وجب علينا زيادة الوعي بها وإيجادة إستخدامها لما لها من تأثير بالغ علي الصحة والسلامة النفسية للفرد والمجتمع.

الإنضمام لقناه التليجرام لمتابعة المقالات الجديدة  أول بأول من هنا 👈 Telegram


 

المشاركات الشائعة