حول المهارات الرقمية ومستوياتها وأهمية إكتسابها للتنمية والإستثمار الشخصي والمهني في العصر الرقمي.

المهارات الرقمية - مدونة رقمنة

 سلسلة التطوير الذاتي والمهني والإستثمار الشخصي في العصر الرقمي-المقال الثالث.

في عالم الأعمال اليوم، بل في متطلبات الحياه اليومية، لا غني للفرد عن إكتساب المهارات الرقمية التي تؤهلنا لمعايشة العصر الرقمي ومواكبة متطلبات قطاع الأعمال والمسار المهني.

نري العالم اليوم في تسارع شديد نحو إمتلاك التكنولوجيا وتطويرها والإستثمار فيها وإستقطاب الكفاءات الرقمية وتوظيفها وتوفير بيئات العمل الأزمة للإنتاج أفكار وتقنيات تكنولوجية تحقق قوتها السوقية وتدعم نمو إستثماراتها وإستدامتها الإنتاجية والرأسمالية بقوة تنافسية غير مسبوقة، حيث تتسارع كبري المؤسسات والشركات العالمية لقيادة العالم وتحويلة ثقافياً وإستهلاكياً لمنتجاتها ومخرجاتها الرقمية، وشعوب العالم تستجيب وتتحول لإستخدام وإستهلاك تلك التقنيات التي بالفعل تُسهل الكثير من الأمور الحياتية وتحقق المزيد من الكفاءة والسرعة التشغيلية والتنفيذية في عالم الأعمال، لذا أصبح من الضرورة إكتساب المزيد والمزيد من الثقافة والمهارات الرقمية لمواكبة التحول العالمي والمواطنة الرقمية.

وبالنظر لمجتمعاتنا العربية لازلت في بدايات رحلة التحول لدمج التقنيات والحلول الرقمية في منظومة أعمالها ومخططاتها التنموية والتجارية، لذلك وجب المزيد من العمل علي توفير مقومات وركائز نجاح عمليات التحول وتحقيق مستهدفاتها من النمو والتطوير والإستدامة الإستثمارية.

حيث يرتبط نجاح مبادرات التحول الرقمي علي مستوي المؤسسات أو المجتمعات بنشر الثقافة والوعي الرقمي لدي فرق عملها وأفرادها من خلال إنشاء البرامج الإعلامية والتدريبية والتثقفية لإثراء معارفهم وإكسابهم عقلية ومهارات الإستخدام الأكثر جدوي وفاعلية للحلول والتقنيات الرقمية.

وعلي مستوي الأفراد في نجاح المواطنة الرقمية وتنمية المسارات المهنية، فتحصيل المهارات الرقمية وإكتسابها أصبحت ضرورة وإحتياجات أساسية، وبحسب ما أشار الإتحاد الدولي للإتصالات والتكنولوجيا إلي تصنيف المهارات الرقمية من حيث المستويات إلي ما يلي:-

• المهارات الأساسية

حيث تمكننا المهارات الرقمية الأساسية من العمل عند المستوى الأدنى في إطار المجتمع، وهي مهارات أساسية لأداء مهام أساسية، فهناك إجماع متزايد على أن الأداء الرقمي الأساسي لاغني عنة كالمعرفة الكتابية والحسابية التقليدية، وتشمل المهارات الأساسية علي سبيل المثال (إستخدام لوحات المفاتيح وشاشات اللمس الذكية، والبرمجيات وإدارة الملفات في الحواسيب وإعدادات الخصوصية في الهواتف المتنقلة، والعمليات الأساسية عبر الإنترنت من إستعمال البريد الإلكتروني أو البحث أو إستيفاء إستمارة عبر الإنترنت) حيث أن المهارات الأساسية تثري حياتنا وتمكننا من التفاعل مع الآخرين ومن الوصول إلى الخدمات الحكومية والتجارية والمالية بكل سهولة ويُسر.

• المهارات المتوسطة

حيث تمكننا المهارات المتوسطة من إستخدام التقنيات الرقمية بأساليب أكثر فائدة وجدوى، بما في ذلك القدرة على تقييم ناقد للتكنولوجيا أو إستحداث المحتوى، وهي مهارات جاهزة لفرص العمل فعلياً لأنها تشمل المهارات اللازمة لأداء مهام مرتبطة بالعمل، كمثال العمل المكتبي والتصميم البياني الرقمي والتسويق الرقمي، وهذه المهارات في معظمها عمومية، بمعنى أن إتقانها يؤهل الأفراد لمجموعة واسعة من المهام الرقمية اللازمة للمشاركة كمواطنين ملتزمين وموظفين منتجين، ومن خصائص المهارات المتوسطة على وجه الخصوص هي أنها تتوسع لكي تستوعب ما يطرأ من تغيرات في التكنولوجيا.. كمثال لذلك، تحتل مهارات معاملة البيانات مكانة أبرز نظراً لأن ثورة البيانات تكتسب المزيد من الزخم، مما يُولد الطلب على المهارات اللازمة لإنتاج كميات ضخمة من البيانات وتحليلها وتفسيرها وتصورها وإسثمارها تطويرياً وتجارياً.

• المهارات المتقدمة

وهي المهارات التي يحتاجها المتخصصون في مهن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات مثل البرمجة الحاسوبية وإدارة الشبكات، وعلى الصعيد العالمي، سوف تشهد السنوات المقبلة عشرات الملايين من فرص العمل التي تتطلب مهارات رقمية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتشفير والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء وتطوير التطبيقات المتنقلة، حيث من المتوقع في بعض الإقتصاديات حدوث فجوة في المهارات المطلوبة والمواهب بالنسبة للعاملين ذوي المهارات الرقمية المتقدمة وغيرهم، حيث تتنامى بسرعة أدوار المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وهناك مجموعة أخرى من المهارات في الفئة المتقدمة هي مجموعة ريادة الأعمال الرقمية، التي تولّف ما بين ريادة الأعمال التقليدية والتكنولوجيات الرقمية الجديدة، وتتميز مؤسسات الأعمال الرقمية بكثافة عالية في إستخدام التقنيات الرقمية الحديثة لتحسين العمليات التجارية وإبتكار نماذج أعمال جديدة وتعزيز معلومات الأعمال والتعامل مع العملاء وأصحاب المصلحة.


والخلاصة، أننا بالفعل نعيش في زمن التطور التكنولوجي والتحول الرقمي القائم على الذكاء الإصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والروبوتيات، والتوقعات كثيرة بشأن كيفية تغيير هذه التقنيات الجديدة لمستقبل العمل والحياة والإقتصاد الرقمي، وقد أدت بالفعل إلى ظهور أساليب جديدة للعمل، بما في ذلك ريادة الأعمال الرقمية والعمل المستقل الرقمي وغيرها الكثير من التطورات التكنولوجية.

قراءة المقال الثاني من السلسة هنا

لذا فقد أصبحت المهارات الرقمية اليوم شرطاً أساسياً مسبقاً لأي شخص في أي بلد لتطوير مساره المهني وإيجادة معايشة ومواكبة العالم والمجتمعات الرقمية.

الإنضمام لقناه التليجرام لمتابعة المقالات الجديدة  أول بأول من هنا 👈 Telegram

المشاركات الشائعة